أ. حمد ال علي يكتب: الله يرحم أيام زمان !!

aaaa1
نتداول كثيرا جملة ” الله يرحم أيام زمان ” ، وهي التي قد تحمل ذكريات فيها مشاعر الإعتزاز والفخر والفرح أو مشاعر ألم و ندم ، كما تحمل ذكريات متنوعة ومختلفة لزمن مضى لن يعود.
عندما يذٌكر الناس تلك الجملة مصحوبه بنفس عميق للهواء لاستراج صور و احداث من الماضي ربما اشتاقوا لرؤيتها او رؤية شي منها ، و من كثرة تكرار هذه العبارة اصبح الصغار يتداولونها لما يرونه من شوق في عيون و نبرة صوت الكبار عندما يسترجعونها لكن الصغر لا يعرفون معنى هذه العبارة إلا بعد ان تكون تجمعت لديهم ذكريات لذا فقدت معناها عند الصغار وأصبحت عبارة تحتاج الى شرح و توضيح و تجربة.
عندما نريد أن نستمتع بالماضي مع بعضنا البعض نقول ” تذكر أيام قبل ” كي نعيش فيها ونستمتع بذكرياتها و لو لفترة قصيرة ، في إشارة إلى ضياع الفرصة والرغبة في إجترار صور ذكريات مضت ….
بعض الاحيان نسأل أنفسنا هل الأيام تموت أم ان الأمل هو الذي يموت ؟ وهل الأيام ترتبط بأشخاص أم بالأفعال أم بظروف الحياة المتغيرة ؟ ربما شعر هؤلاء الذين يرددون تلك العبارة ان الأيام تموت لذا قالوا ” الله يرحم أيام زمان ” ، لذا نسأل أنفسنا هل الماضي ينتهي أم أنه إمتداد للحاضر و هو مجرد عامل مؤثر في الحاضر و يمتد تأثيره للمستقبل سواء كان التغيير للأحسن أو للاْسوأ ، و العبارة عندما تخرج من الانسان بأنفاس تشير ان الأحوال تتغير و تتبدل لذا وجب علينا ان نكون قادرين على التكيف مع الظروف و المستجدات.
من خلال التعامل بين الأفراد يجب ان نجعل لدينا قدر من التوقعات الإيجابية أو السلبية و تكون من خلال معرفتنا بسلوك الأشخاص وتصرفاتهم فلا نضع توقعات عاليه و متفائلة فوق الحد الطبيعي و كذلك لا يجب ان تكون متشائمة تحت الحد الطبيعي ، فالناس يتغيرون و الحياة كذلك تنتقل من حال إلى حال شي طبيعي و الإستعداد له أمر مطلوب.
فلتكن نظرتنا لمستقبل مشرق من خلال وضعنا الأهداف و الخطط و نستفيد من الماضي من خلال ما تكونت لدينا من خبرات إيجابية أو سلبية تكون لنا دافع في بناء ذاتنا بشكل جيد فالمسلم “كيّس فطن” يخطط لحياته الدنيويه و الاخرويه لما فيه مصلحته .
لذا و نحن على أبواب عتبة تاريخية جديدة من أعمارنا ستكون مليئة بالذكريات ، ومع بدء العام الدراسي لأبنائنا الطلبة والطالبات و المعلمين و المعلمات أدعوا الجميع ان تكون نظرتنا إيجابية و نصنع فيها ذكريات جميلة نتذكرها و نتعامل مع بعضنا ككل و ليس كجزء ، نتعاون و نتسامح و نحسن الظن ونتجاوز عن أخطاء بعضنا فالتغافل من الحكمه كما اننا يجب ان نكون يقظين لكل من أراد أن يفرق بيننا و نضيع الفرصه على من أراد بنا السوء ، ونتذكر أننا أبناء وطن واحد كل في موقعه من أجل استمرار كيان وطن أعطى الكثير لنا و سيظل بإذن الله يعطي نعيش ونتعايش فيه بأمن وأمان تحت ظل حكامنا الطيبين حفظهم الله .
حمد آل علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!