القضايا الإجتماعية وثقافة السلام – بقلم الدكتور عبدالله عيد الغصاب

image144-437x330
تعددت القضايا الاجتماعية في البلاد في مختلف المراحل السنيه وعلى مختلف الأجناس فهي بداية للكوارث الاجتماعية التي قد تسهم بدرجة كبيرة في انهيار المجتمع فكل يوم نشاهد في كافة الوسائل الاعلامية العديد من قضايا اجتماعية تؤكد على فقد ثقافة السلام لدى المجتمع الكويتي

فالسلام هدف إنساني نبيل وغاية تسعى الإنسانية لتحقيقها على امتداد التاريخ و هو السبيل الوحيد للتقدم الإنساني والضمان التحقيق قيم الحق والعدل ومبادئ الحرية والإخاء والمساواة فهو يرتبط بالإنسان وقضاياه في كل مكان، دون تمييز بسبب المعتقدات والأفكار أو الأصول أو الديانات .

وتعتبر المدرسة من أهم المؤسسات التى تسهم في تربية الطفل عامة وبالتالي تنشئة السلام والتي تعد المحور الأساسي لبناء ثقافة السلام كجزء من النظام التربوي للطفل الذى يهدف أن يكون فرد متسامح متفتح وعادل ومسالم يحترم نفسه ويحترم الآخرين.

وحيث أن الأطفال يحتاجون إلى بيئة تعليم مدعمة تظهر لهم يوميا كيفية التعايش مع مفاهيم وقيم السلام ويحتاجون أيضا إلى أن يكونوا محاطين بنماذج إيجابية للممارسة الجيدة لحياة السلام كما أنهم يجب أن يكتسبوا الخبرة المباشرة من خلال المدرسة مدعمة لما تقدمه الأسرة.

ويتم ذلك من خلال البرامج التربوية التى تقدمها المدرسة حيث تعمل على تحويل المفاهيم النظرية إلى ممارسات علمية، وهو ما يتفق مع ما تهدف إليه التربية الرياضية، فهي تعمل على تكوين الشخصية الإيجابية المتكاملة التى لا تميل إلى التحيز ولكنها تتصف بالميل نحو تكوين أراء ومواقف شخصية والتي تتميز بالقدرة على التعبير عن النفس وأيضا تعرف كيف تتعامل مع الآخرين وتتحمل المسئولية ، وتجد المتعة في أداء الواجب والعمل بإتقان، وكذلك المتعة في الحياة الآمنة.

وحيث أن الأطفال يتعلمون بفعالية من البيئة المباشرة ومن الخبرة والممارسة والملاحظة ونماذج الأدوار، وتجربة الممارسات الجديدة الموجهة.
فيعد التعلم واكتساب الخبرات وتكوين الاتجاهات من خلال الأنشطة الرياضية أفضل من التعلم في الفصول ومن خلال الكتب المدرسية لما تهيئة من فرص أكبر للخبرات التى توجه الانفعالات والعواطف، وتنمي قدرات التلميذ للتحكم في انفعالاته وأنماط سلوكه من حب وكراهية وفرح وسعادة وحزن وخوف وغضب، وكتنمية القيم الاجتماعية المرغوبة كالتعاون واحترام القوانين، واحترام الغير واحترام المواعيد، وخدمة الآخرين وتكوين الصدقات وتوطيدها من خلال الألعاب الرياضية وكذلك لما توفره من فرص للتعبير والتصرف السليم في المواقف المختلفة فى جومن المرح والمتعة مما يسهم في إعداد التلاميذ ليحسنوا مواجهة ظروف الحياة العصرية.
وكذلك تنمية القدرة على التفاهم مع الآخرين واحترام آرائهم من خلال المشاركة في الأنشطة الترويحية التى تعتمد على الحوار والاستماع وتبادل الآراء والمناقشات.

كذلك تعمل التربية الرياضية على دعم قيم الديمقراطية، وتحقيق الحاجات الإنسانية للتعبير الخلاق عن الذات، والتحرر من الضغوط والتوتر العصبي وتقبل الآخرين.

وبعد هذا السرد العلمي المتواضع فيجب على السلطات العليا في البلاد مواجهة كافة القضايا الاجتماعية من خلال المؤسسات الاجتماعية في الدولة وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم العالي وذلك من مبدأ التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
اللهم احفظ الكويت

أ.د عبدالله عيد الغصاب
أستاذ ادارة الرياضة – كلية التربية الاساسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!