التطور والتقدم والنهضة أساسها التعليم فهو السلاح الأقوى لأي تغيير والموجه لدفة التنمية، وهنا يأتي أهمية عضو هيئة التدريس والتدريب بمشاركة المجتمع مشاركة حقيقية لا تقتصر على الاعداد المعرفي فقط بل تتعداها إلى صياغة الفكر وتشكيل الثقافة التي تسمح بتحقيق التميز في التعليم والتطبيقي والتدريب، ولكي نحدث التغيير المنشود، لابد أن نرى الأشياء في ضوء جديد تماما مع ما يشهده عالم القرن ٢١ من متغيرات عميقة وسريعة أثرت بشكل ملحوظ على مستقبل التعليم والتدريب.
لاشك إن التطور السريع للعلم والمعرفة وضع الانسان في تحدى كبير، ومسئولية تجديد معارفه باستمرار وبصورة منتظمة، ففي ظل هذه التحديات بدأت تظهر مفاهيم: التعليم المستمر – مدى الحياة – التعلم من أجل مواصلة التعلم، كذلك بدأت تظهر مسئوليات جديدة حتى نتمكن من التعايش والتكيف مع المتغيرات والتطورات بكل مستوياتها الفكرية –التكنولوجية – الثقافية – المعرفية.
هنا يأتي الدور الذي يلعبه عضو هيئة التدريس والتدريب فهو الأساس في نجاح المنظومة التعليمية، وهذا يتطلب امتلاكه لمفاتيح التمكين لتحقيق الجودة في التعليم والتدريب من خلال التعامل بكفاءة مع عصر العولمة والمعرفة، بحيث يساعد الطلبة في تحويل المعلومات إلى معرفة والمعرفة إلى حكمة، ويكون التطوير المستمر قوة دافعة لمزيد من العطاء .
طبعا كل هذا يجرنا إلى التساؤل: كيف يمكن أن تكون لنا وقفة تمكننا من التعامل مع التحديات بما يحقق طموحاتنا الآنية والمستقبلية ؟ ما نوع الوعي الذاتي الذي يجب ان نوقظه في أنفسنا ولمن حولنا وصولا إلى أبعد دائرة تأثير ؟
إن إدراكنا لضرورات الاستخدام الفاعل لآلية التعليم والتدريب لكل عناصر المنظومة التعليمية هي نقطة الارتكاز للانطلاق نحو المستقبل بنجاح منذ لحظة الآن .. روعة النهايات تكون بقوة البدايات .. وبالتخطيط والتطوير المتسمر نتقن المهارات التي تساعدنا في اجتياز الصعوبات نحو مستقبل مشرق بأفضل الإنجازات.