الأطفال يكتسبون العادات السلوكية من خلال تفاعلهم بالبيئة التي يعيشون فيها، ويترجمون أفعال الوالدين إلى تطبيق عملي يتعايشون معه في المواقف التي يتعرضون لها، فلابد أن نكون حذرين في نقل الرسائل إليهم.
ومن مميزات ما يتم نقله للأطفال من والدينهم أن يكون الحوار يحمل رسالة واضحة إيجابية سهلة مثمرة، وأن نسعى إلى التعبير الصحيح عند الشرح لتتضح لهم الصورة، فيجب أن نركز على تعزيز الإيجابية في تصرفاتنا وردود أفعالنا للمواقف التي نتعرض لها أمام الأطفال، ويتجلى ذلك في ضبط السلوك وحسن التصرف لما يدورحولنا لكي نكون شفافين في التعامل معهم، لنخلق الاستقرار الأسري دائما، وبذلك يكتسب الطفل مهارات التعامل الإيجابي مع محيطه، ويجب أن يسعى الوالدين إلى إشباع حاجات الطفل من ألفاظ وسلوكيات إيجابية متزنة للوصول إلى الاكتفاء والشعور بالرضا، فيصبح الطفل مقبولا لدى الآخرين ومحبوب لديهم، فعندما يفكر الوالدين أمام الطفل بكل مرونة ولايشدون معهم ويجعلون الطفل المشارك الرئيسي معهم، فينتج عن ذلك التفكير الإيجابي الصحيح والمشاعر الفعالة في المواقف التي يتعرض لها، فلتكن هذه المشاعر بالصبغة الإيجابية وتترجم إلى السلوك البناء للطفل.
إذا الوالدين مرآة عاكسة لأبنائهم، فعند الغضب لابد أن نسيطر على مشاعرنا أمام أطفالنا ونطفئ الغضب بمهارات تساعدنا على تجنب وقوع المشاكل وترصد الخلافات معهم، وأيضا لا تتجاهلوا مشاعر الأطفال ونخفيها، بل نفهم مشاعرهم ونتجاوب معهم التجاوب الصحيح المثمر، ونتقبل مشاعرهم ونتعرف بها، وإن لم نتقبل ولا نتعرف ولم نفهم مشاعر الطفل، فلانستغرب أية سلوك سلبي قد ينتجه الطفل كوسيلة دفاعية للتخلص من تجاهل والدينه له.
كونوا مع أطفالكم وشاركوهم دائما وافهموا مشاعرهم لكي تتضح أمامكم شخصياتهم ويسهل عليكم التعامل معهم.
د. عائشة ديحان العازمي
كلية التربية الأساسية
قسم علم النفس