تواجهنا في قاعات الدراسة مواقف عديدة مع الطلاب، خصوصا عند مناقشة مواضيع تتعلق بأدائهم و طموحهم و أحلامهم وأمالهم المستقبلية ،وغالبا ما تكون الاجابة محبطة وسلبية وفاقدة للأمل؛مابين (صعب ) ( لا أملك القدرة) ( الظروف لا تسمح) ( لا أستطيع) .
الإنسان يسمع دائما صوتين ؛ داخلي و خارجي. الأول عندما يخاطب الانسان نفسه من الداخل ؛ وهو حديثه لنفسه، وقد يستخدم الفاظاً سلبية قاسية على نفسه، يائسة من فرصة التطوير وتحدي الواقع.
الثاني خطاب خارجي يخاطبه الآخرون به ، و الذي غالبا ما يكون نتاج خبرات وتجارب الاخرين ، ولا علاقة لها بشخص المخاطب ، أو قد يكون انعكاس للخطاب الداخلي الناتج عن بيئة قاسية لم تراعي بناء شخصية قوية وسوية.
أيهما أهم واكثر تأثيرا في الشخصية الصوت الداخلى أم الصوت الخارجي؟
الأكثر تأثيرابالطبع هو الصوت الداخلى الذي يشكل الواقع، و يبني القناعات و التوجهات التي قد تكون بناءة أو هدامة، وبذلك يؤثر في المستقبل ويحدد سقف الطموحات و التطلعات.
ما اكتشفته لدي الطلاب والطالبات خطاب داخلى في غايه الخطورة للأسف،صدي لصوت الخطاب الخارجي العام المحبط والمتأثر بمشاكل التنمية في الدولة؛ يعكس ضعف الثقة وغياب الرؤية ، والاستسلام لقناعات مدمرة هي أقرب لأوهام لا أساس لها من الصحة .
احذر أن تخاطب نفسك بلغة محبطة يائسة تقلل من قدراتك وكفاءتك في مجتمع للأسف ينتشر فيه أعداء النجاح ، ويفتقر لأساسيات التربية السليمة.
كن محبا و متصالحا مع نفسك .
من يعرفك أكثر؟من يقدر قيمتك أكثر ؟ من هو أعلم بكفاءتك؟
بكل بساطة هو انت ،، فقط انت !!
لذا استرجع ريموت كنترول حياتك و مشاعرك ، وقل ( بيدي لا بيد عمرو)
لا يملك الآخرون الحق بإسعادك أو إتعاسك
لا يستطيعون تحديد ما تقدر عليه وما لا تقدر ، ما تستطيع و ما لا تستطيع .
لا تسمح لهم بأن يتحكموا بمسار حياتك و يومك .
عن طريق كلمة !
عن طريق تصرف!
أو بضغطة زر بإصبع أحدهم!
قد يكون عدوا ، قد يكون معلما غافلا، أو قد يكون وليَ أمر جاهلا.
تجعلك سعيدا ،، أوغالبا حزينا!!
لا تترك الخطاب الخارجي السلبي يشكل خطابك الداخلي ، لتسعد دائما باستقلالية ونجاح ، يرتفع فيها سقف الطموح و يبني الانجاز علي أرض الواقع و تذكر دائما قول المصطفي : إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، وَمَنْ يَتَوَخَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ “
فرصة التغيير و التطوير ما زالت قائمة متى ما تواجدت الرغبة الداخلية والعزيمةالقوية .
دمتم بسعاده دائما وبيدكم الريموت كنترول..
د. منال الديحاني
استاذ مساعد
قسم المناهج وطرق التدريس