أكدت عمادة كلية التربية الأساسية ان رسالتها الوطنية في خدمة العلم والتعليم تفرض عليها اتخاذ الاجراءات التي تمكنها من التعاطي الجاد مع أي ظروف استثنائيه تمر بها البلاد ، وإلى جانب رسالة الكلية في التربية و التعليم والتي أصبحت ضرورة أساسية من ضرورات رؤية الكويت ٢٠٣٥ ، فإن الكلية تهدف أيضا في المساهمة باستخدام التقنيات التكنولوجية وتوظيف تلك التقنيات سعياً للوصول الى حياة متطورة بكافة المجالات رغم كل الظروف التي نعيشها في الوقت الراهن من خلال الاستفادة من تلك التكنولوجيا بجميع خدماتها وانواعها وتطبيقات التقنية المعلوماتية .
ومن هذا المنطلق أقامت كلية التربية الأساسية
الملتقى العلمي الخليجي لجائحة كورونا ( كوفيد – 19 ) من منظور شرعي ونفسي وتربوي وذلك في يوم السبت الموافق 20 / 6/ 2020 عبر تطبيق ( Teams ) برعاية مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور/ علي فهد المضف.
وفي بداية الملتقى ألقى عميد كلية التربية الأساسية أ. د. فريح عويد العنزي كلمته بالإنابة عن راعي الملتقى العلمي الخليجي لجائحة كورونا مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور علي فهد المضف. قال فيها : نرحب اليوم بكافة الوفود المشاركة في الملتقى الذي تقيمه كلية التربية الأساسية بإشراف قسم الدراسات الإسلامية بالتعاون مع قسم علم النفس وقسم الأصول والإدارة التربوية، مؤكداً أن إقامة هذا الملتقى في هذه الظروف وجمع هذا العدد من المشاركين في هذه الفترة الوجيزة هو إنجاز مهم، بمشاركة مختلف الجامعات من دول مجلس التعاون الخليجي، كما تقدم عميد الكلية لهم بالشكر الجزيل على هذه المشاركة والتي تعد مشاركة علمية بامتياز في ظل جائحة كورونا و التي يمر بها العالم أجمع .
وأضاف ا.د.فريح العنزي أن هذا الملتقى اليوم يدل على مدى تعاضد دول مجلس التعاون، وأنه من واجبنا كباحثين سواءً من منظور شرعي أو نفسي أو تربوي أن نلقي الضوء على الآثار المترتبة من جائحة كورونا من كافة الزوايا، كما يمكن أن نقدم من خلال هذه الملتقيات العلمية التوصيات التي تنفع أصحاب القرار في اتخاذ ما يرونه مناسباً.
و أشار عميد كلية التربية الأساسية أن الكلية وضعت خطة محكمة لمتابعة موضوع جائحة كورونا، ولجان متعددة لتدريب أعضاء هيئة التدريس والتدريب، ولتدريب الطلبة والطالبات على برنامج Teams، وخطة أخرى خاصة بالملتقيات العلمية وأن هذا الملتقى يعد الأول بإشراف قسم الدراسات الإسلامية، وهناك ملتقى آخر سيقيمه قسم المناهج وطرق التدريس عن التعليم عن بعد وطرق التدريس فيه .
وأوضح د. العنزي أن هذا الملتقى يعتبر خطوه مهمة وتاريخية أن نلتقي من خلال برنامج Teams واستطعنا أن نؤلف هذا العدد الكبير من الباحثين، وأن ثمار هذا الملتقى وتوصياته ستكون مبعث اهتمام وستفتح لنا آفاقاً متعددة في المستقبل .
وختم عميد كلية التربية الأساسية كلمته بالشكر للسيد مدير عام الهيئه العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لموافقته ورعايته الكريمه لهذا الملتقى والشكر موصول لجميع المشاركين والمعقبين ورؤساء الجلسات والحضور وبالأخص المشرف العام عالملتقى د.اقبال المطوع و د.محمد الشطي منسق عام الملتقي ومدير الملتقى د.يوسف المهيني من قسم الدراسات الإسلاميه ، كما توجه د.العنزي بالشكر لمركز ابن الهيثم ومركز الحاسب الآلي بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لما وفروه من طرق تواصل مع دول الخليج لنقل هذا الملتقى بهذه الصورة بفضل تضافر جهود الجميع.
ومن جهتها تقدمت رئيس قسم الدراسات الإسلاميه المشرف العام للملتقى د.إقبال المطوع بكلمتها التي ألقتها في الملتقى بالشكر والعرفان إلى مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أ. د. علي المضف على رعايته للملتقى العلمي الخليجي لجائحة كورونا من منظور شرعي ونفسي وتربوي، ولعميد كلية التربية الأساسية ا.د. فريح العنزي على تبني فكرة هذا الملتقى ودعمه المتواصل لكافة أنشطة كلية التربية الأساسية، وتقدمت بالشكر أيضا لقسم علم النفس وقسم الأصول والإدارة التربوية على مشاركتهم في هذا الملتقى، ومركز ابن الهيثم وقسم الحاسب الآلي على دعمهم المتواصل وتسهيل كافة الأمور في الملتقى، كما شكرت جميع المشاركين في الملتقى من دولة الكويت ومن دول الخليج العربي.
كما ذكرت د. إقبال مطوع أن الله تعالى ابتلانا بجائحة كورونا التي عمت العالم أجمع، وأن هذا المرض جاء ليمحص الله تعالى ويختبر إيمان المؤمن وأن هذا البلاء جند من جنود الله، وقد بذلت وزارة الصحة الأسباب ووضحت كل ما يتعلق في وباء كورونا، وجندت الدولة كل جنودها في كافة القطاعات للاهتمام بكل ما يتعلق في هذه الجائحة.
واختتمت د. المطوع كلمتها في الحث على الدعاء أن يكشف الله الغمة عن هذه الأمة، وأن الله على كل شيء قدير.
وانطلقت فعاليات الملتقى بعدة جلسات فقد كانت الجلسه الأولى بإدارة د.بدر إدريس من قسم التربيه الاسلاميه وبمشاركه عميد كلية التربية الأساسية ا.د فريح عويد العنزي بورقة عمل بعنوان (الأبعاد النفسيه والتربويه والإجتماعيه والاقتصادية المترتبه على جائحة كورونا على عينات من المجتمع الكويتي) .
كما شارك في الجلسه الأولى بأوراق عمل كل من ا.د لطيفه الكندري مساعد العميد للشؤون الطلاييه بعنوان ( التربية الأساسية ودورها في التعامل مع فايروس كورونا المستجد ) ود.عبداللطيف آل محمود عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين بعنوان ( رأي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين بجائحة كورونا ) ود.أروى حسني من جامعة الملك عبدالعزيز في السعوديه بعنوان (لصحة النفسية ومهارات التأقلم خلال الأزمات)
ود. عبدالله سالم بن حموده الكتبي عضو مجلس استشاري في جامعتي الشارقة وعجمان بعنوان
(الإجراءات الاحترازية ما بين القانون والسلوك المجتمعي)
وفي نهاية الجلسه الاولي عقبت د.موضي الحمود وزير التربية السابق ومدير الجامعه العربيه المفتوحه علي الاوراق المقدمه
وأدار الجلسه الثانيه للملتقى د.يعقوب العطاوي من جامعة مملكة البحرين وبمشاركة عدة أوراق قدمها مجموعه من الأساتذه وهم د. أحمد الشطي من كلية التربية الأساسية بعنوان (لإعجاز الطبي في الحديث النبوي) و د.مشاعل أنور اللهو من كلية التربية الأساسيه بعنوان (المنهج القرآني في التعامل مع الأخبار والمعلومات المتعلقة بأزمة جائحة كورونا – دراسة قرآنية) و د.عبدالله علي الكليب بعنوان (أثر الإهمال الوقائي الصحي في جائحة كورونا ) ود.ابتسام بنت فهد السعدون من
جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ( السعودية )
بعنوان (التعامل مع وباء كورونا من منظور إيماني)
و د. هيفاء اليوسف من كلية التربية الأساسية بعنوان (الاعتبارات الأخلاقية للتحول من الرعاية ا
التقليدية إلى التكنولوجيا والاستشارات الهاتفية في ظل كوفيد – 19)
كما أدار الجلسه الثالثه د.عيسى زكي بمشاركة عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
في جامعة قطر أ.د.إبراهيم عبدالله الأنصاري
بورقة عمل بعنوان (قواعد منهجية للاجتهاد في النوازل ) ود.سعيد سعود العنزي من كلية التربية الأساسية بعنوان (فقه النوازل في ظل جائحة كورونا) و د.شهد أحمد هادي من كلية التربية الأساسية بعنوان ( أثر قاعدة تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة ) على جائحة كورونا
كما شارك من جامعة السلطان قابوس كلية التربية
د.سالم بن سليم الغنبوصي بورقه بعنوان (مهارات إدارة الأسرة أثناء الأزمات ) ود.شجاع غازي العتيبي
من كلية التربية الأساسية بورقه عمل بعنوان (العقد الاكتروني حقيقته وحكمه في ظل جائحة كورونا )
وأدار الجلسه الرابعه والختاميه للملتقى ا.د عبدالرؤوف الكمالي وبمشاركه نخبه من الاساتذه منهم أ.د. نايل أبوزيد من جامعة الشارقة بورقة عمل بعنوان ( جائحة كورونا كوفيد -19 بين العناية الربانية والأخذ بالأسباب المادية في رحاب الكتاب والسنه ) ومن جامعة أم القرى شارك أ.د. إسماعيل غازي مرحبا بورقه عمل بعنوان ( أسباب الخلاف في المسائ الفقهية في القرارات والفت الفقهية الجماعية المتعلق بوباء كورونا المستجد ) ومن كلية التربية الأساسية شاركت د.سعاد عبدالله البشر
بورقه بعنوان ( القلق الناتج عن انتشار وباء كوفيد – 19 وعلاقته بالإجراءات الاحترازية الوقائية لدى عينات مجتمعية متباينة ) و د.عبدالله محمد حسن
من كلية التربية الأساسية شارك بورقه بعنوان ( أحاديث نفي العدوى وإثباتها ) و د.سعد خالد الحيص من كلية التربية الأساسيه بورقه بعنوان
( أسباب اختلاف الفتوى في جائحة كورونا عرض ونقد )
واختتم الملتقى بتوصيات جاءت على النحو التالي
١/ أن الأصل في الإجراءات الاحترازية المعمول بها في دولة الكويت وكثير من الدول للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد هو تحقيق مقاصد الشريعة والتي مناطها الحفاظ على النفس وجلب المصلحة العامة، فكل ما يُتوصل به إلى حفظ النفس البشرية فهو مطلب شرعي.
٢/ دراسة المستجدات والنوازل الطبية والمالية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد دراسة فقهية.
٣/ الاطلاع على جميع المؤتمرات والبحوث والفتاوى المتفرقة، للتوصل إلى وضع معايير شرعية للمسائل الطبية المتعلقة بالتعامل مع الأوبئة، بالإضافة إلى الدعوة إلى إنشاء موسوعة شرعية متخصصة بهذا الشأن، وترجمتها للغة الانجليزية وجميع اللغات الحية ليتسنى للمسلمين في جميع بقاع الأرض الاستفادة من هذه الموسوعة وليُعَلم عُمق الشريعة وأنها صالحة لكل زمان ومكان.
٤/ أن أحاديث نفي العدوى وإثباتها صحيحة، ولا وجه لرد بعضها بحجة التعارض، فلا تعارض بين حديث نفي العدوى، وبين الأحاديث التي تأمر بالفرار ممن به مرض مُعْدٍ، وأن العلماء وَفَّقُوا بين هذه الأحاديث بطرق متعددة من أوجه الجمع المقبولة البعيدة عن التكلف والتعسف. وأن هذه الطرق تجمعها نقطتان: الأولى: التأكيد على أنّه لا شيء في الوجود مستقل بذاته، وإنما المتصرف في هذا الكون هو الخالق جل وعلا، وأن على العبد أن يَرُدَّ كل شيء لإرادته ومشيئته، وهذا ما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «لَا عَدْوَى » .
والثانية: أن الله عز وجل شاءت حكمته أن يجعل لهذا الكون سُنَنًا تحكمه، وخلق أسبابًا ورتب عليها مسبَّبَاتها، وكلف عبادة الأخذَ بها وعدم إهمالها، وهذا ما تدل له أحاديث الابتعاد عن مسبِّبات الأمراض، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «فِرَّ من المجْذُوم كما تَفِرُّ من الأسَد».
٥/ أن مبدأ سدّ الذّرائع أمرٌ مطلوبٌ؛ لئلا تتشوش النفوس وتضطرب. وهذا يقتضي البعد عن أصحاب الأمراض المعدية، وأن ذلك لا ينافي التوكل؛ فإن التوكل أمرٌ قلبيٌّ، والابتعاد عن الأمراض المعدية أخذٌ بالأسباب الظاهرة.
٦/ أن الإسلام وضع الأساس لقواعد الحجر الصحي وهو المستفاد، من قوله صلى الله عيه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا» وهذا يدلّ على الحجر الصحي العام. وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يُورِدَنَّ ممرض على مُصِح» : يدل على الحجر الصحي الجزئي،، ويعبر عنه بالعزل الجزئي.
٧/ أن جمهور العلماء رجحوا حرمة الدخول والخروج إلى الأماكن الموبوءة، وحملوا النهي على ظاهره وما يقتضيه.
٨/ وأنه كما يجب على الأصحاء رعاية المرضَى وعدم تركهم فريسةً للمرض، فعلى المرضىَ أيضًا مراعاة مصالح الأصحاء بالبعد عمّا يسبب لهم انتقال المرض، وأما تعمد ذلك فهو من الجنايات التي حدد لها الفقهاء أحكامًا تختلف بحسب ما ترتب على ذلك من أذى، وأن العمل على سلامة المجتمع من مقاصد الشريعة التي ينبغي الالتزام بها.
٩/ الاستفادة مما توصلت إليه الكشوف الطبية من رصدٍ لأنواعِ الأمراض المعدية وطرق علاجها، ونُظُم العزل فيها، وكيفية التعامل معها، والتقيّد بالتوصيات التي تصدرها الجهات الصحية في البلد المعني؛ لما في ذلك من الحفاظ على المصالح الخاصة والعامة، في الأنفس والممتلكات.
١٠/ الدراسة المتأنية للنوازل من جميع النواحي، فلا يمكن أن يفتي المفتي بما يسمعه أو يراه من الأخبار أو وسائل التواصل، بل لابد للدولة أن تعقد اجتماعاً لهؤلاء المفتين، وما يلزم من أطباء واقتصاديين؛ لأن الإفتاء الجماعي والمؤسسي تكون الفتوى فيه منضبطة أكثر من الفتاوى الفردية.
١١/ لا بد من النظر المستمر بعقد الاجتماعات لهيئات الفتوى وقت النوازل، لأن الأحكام تتغير بتغير الأحوال، فلا يمكن أن تطلق الفتوى وتنسحب على جميع الأحوال والأوقات.
١٢/ ينبغي ترسيخ التربية الأسرية عبر المحافظة على الحوارات العائلية الرشيدة، والالتزام بالمحافظة على تنمية الجوانب الإيمانية والصحية وتأصيل القيم الصالحة في المجتمعات وعلى رأسها الأسرة.
١٣/ وجوب التبين والتثبت من الأخبار والمعلومات المتعلقة بالأزمات، من خلال، التأني والنظر والبحث في مصدرها ودقة نقلها.
١٤/ التحذير من الأخبار والآراء المبنية على الظنون والتخمينات، أو المتعلقة بالأهواء والميول الشخصية والتي تفتقر للأدلة والبراهين.
١٥/ الرجوع إلى أولي الأمر من المسؤولين الأمناء والعلماء الثقات لمعرفة ما يجب أن يذاع من الأخبار في الأزمات، وكيفية إذاعته لتجنيب المجتمع الفتن والمفاسد.